همز السؤوق، فجائز كثيرا، وذلك أن الواو إذا كانت عينا مضمومة جاز فيها الهمز كما جاز في الفاء نحو: أجوه وأقتت. انتهى.

وقال تلميذه ابن جني فيمن همز (الضَّالِّينَ) في آخر سورة الفاتحة من "المحتسب" قد رأينا في كتاب "الخصائص" وغيره من كتبنا أن الحرف الساكن إذا جاور الحركة، فقد تنزله العرب منزلة المتحرك بها، من ذلك قول جرير:

لحب المؤقدان إلى مؤسى

فهمز الواو في الموضعين جميعا، لأنهما جاورتا الضمة الميم قبلهما، فصارت الضمة كأنها فيهما، والواو إذا ضمت ضما لازما فهمزها جائز، نحو: أقتت في وقتت، وأجوه في وجوه، ونظائر ذلك كثيرة. انتهى.

أقول: ذكره في باب "شواذ الهمز" من واخر كتابة "الخصائص"، وذكره أيضا في باب الهمزة من أول كتابة "سر الصناعة"، وذكره أيضا عند قول الشاعر:

وإنك إن أعطيت بطنك سؤله ... وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا

في أواخر "إعراب الحماسة"، وذكره أيضا في بحث قلب الهمزة من شرح تصريف أبي عثمان المازني.

والبيت من قصيدة لجرير مدح بها هشام بن عبد الملك المرواني، وقبله:

بأود والإياد لنا صديق ... نأى عنك الإياد وأين أود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015