وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني بعد التسعمائة:

(902) تحلم عن الأذنين واستبق ودهم ... ولن تستطيع الأمر حتى تحلما

على أن الأذنين جمع أدنى بمعنى أقرب، واستشهد به سيبويه على أن تحلم لتكلف الحلم، قال الأعلم: الشاهد في قوله: تحلم، أي: استعمل الحلم واحمل نفسك عليه حتى تتخلق به، أراد أن "تفعل" بناء يكون لمن أدخل نفسه في الشيء وإن لم يكن من أهله، كما قالوا: تعرب وتقيس وقوله: الأدنين جمع الأدنى في النسب. انتهى.

والبيت نسبة المصنف للأحنف، ونسبة علي بن سليمان الأخفش فيما كتبه على "نوادر أبي زيد" إلى حاتم الطائي، ونقل القصيدة فيه بتمامها، وكذا نسبه غيره من شراح "المفصل"، وهي هذه من رواية الأخفش:

وعاذلتان هبتا بعد هجعة ... تلومان مهلاكا مفيدا ملوما

ألا لا تلوماني على ما تقدما ... كفى بصروف الدهر للمرء محكما

فإنكما لا ما مضى تدركانه ... ولست على ما قد مضى متندما

تلومان لما غور النسر ضلة ... فتى لا يرى الإنفاق في المجد مغرما

فنفسك أكرمها فإنك إن تهن ... عليك فلن تلقى لها الدهر مكرما

أهن للذي تهوى التلاد فإنه ... إذا مت كان المال نهبا مقسما

فلا تشقين فيه فيسعد وارث ... به حين تحشى أغبر اللون مظلما

تبيعه غنما ويشرى كرامة ... وقد صرت في خط من الأرض أعظما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015