يفعل كذا، إذا فعله نهارا، والمعنى: أتقضي الليل بالنوم! ؟ وريان بالنصب: خبر تبيت، والأصل في الريان: المكتفي من شرب الماء، فلا يشرب حتى يعطش ثانيا، فاستعارة للمكتفي من النوم، وأراد بالجفون: العيون من ذكر الجزء، وإرادة الكل، إذ الجفن، بفتح الجيم: غطاء العين، والكرى: النوم، وقوله: وأبيت بفتح آخره على أنه منصوب في جواب الاستفهام بأن مضمرة. قال أبو حيان في أوائل تفسير من "البحر": وقرأ ابن هرمز: (ويسفك) [الآية/30] بنصب الكاف، فمن رفع الكاف عطف على يفسد، ومن نصب، فقال المهدوي: هو نصب في جواب الاستفهام، وهو تخريج حسن، وذلك أن المنصوب في جواب الاستفهام أو غيره بعد الواو، بإضمار "أن" يكون المعنى على الجمع، ولذلك تقدر الواو بمعنى "مع"، فإذا قلت: أتأتينا وتحدثنا ونصبت، كان المعنى على الجمع بين أن تأتينا وتحدثنا، أي: يكون منك إتيان مع حديث، وكذلك قوله:
أتبيت ريان الجفون من الكرى ... البيت
معناه: أيكون منك مبيت ريان مع مبيتي منك بكذا، وكذلك هذا: أيكون منك جعل مفسد مع سفك الدماء. انتهى كلامه. وروى البيت في تذكرته على خلاف هذا قال: لا يجوز حذف الباء مع أن وأن من التعجب، بل تقول: أحبب إلى بأن تزورني، وأهون علي بأن زيدا يغضب، وفي شعر الشريف الموسوي إسقاطها قال:
أهون علي إذا امتلأت من الكرى ... أني أبيت بليلة الملسوع
انتهى. والملسوع: الذي لسعته الحية أو العقرب أو الزنبور، وهذه الرواية هي الثابتة في ديوانه، وهذا أوله:
يا صاحب القلب الصحيح أما اشتفى ... ألم الجوى من قلبي المصدوع