معنا الخ ... " أي: ضابطه تغليب المؤنث على المذكر في التاريخ، ولا يرد اعتراض الدماميني بقوله: يقع التغليب بدون هذا الضابط، كقوله تعالى: (أربعة أشهر وعشرا) (البقرة: 234)، فإن المصنف قد غلط من قال بالتغليب في نحوها، فإن الآية ليست من التغليب في شيء. وحاصل كلام المصنف أن التاريخ يكون بلا تغليب، كما في نحو الآية، ويكون بتغليب إذا كان داخلا في الضابطة المذكورة، والتغليب يكون فيه وفي غيره كما ذكره المحقق الرضي وغيره، وهذا مما أنعم الله به على من فهم كلام المغني، فإن شراحه لم يهتدوا لمراده، ولم يعرفوا عجز البيت مع شهرته وتداوله في كتب النحو وغيرها ولله الحمد على ذلك.
ومعنى الشعر أن النابغة وصف بقرة وحشية أكل السبع ولدها، فطافت وروى: أقمت ثلاث أيام وثلاث لليال تطلبه، ولا إنكار عندها إلا الإضافة، وهي الجزع والإشفاق والجوار، : وهو الصياح، والنكير: الإنكار، وهو من المصادر التي أتت على فعيل كالنذير والعذير، وأكثر ما يأتي هذا النوع من المصادر في الأصوات كالهدير والهديل، أي: ما كان عندها حين فقدته إلا الشفقة والصياح، وتضيف مضارع أضافه إضافة، أي: أشفق وهو بالضاد المعجمة، كذا ضبطوه.
وأورد البيت العسكري في موضعين من كتاب "التصحيف" قال في الموضع الأول: حدثنا أحمد بن يحيي قال: سمعت سلمة بن عاصم يقول: صحف الكسائي في بيت النابغة الجعدي، فقال: هو تصيف، بالصاد غير معجمة، وتضيف أي: تشفق، وبالإضافة: الشفقة، ويروي أن تضيف بفتح التاء، أي: تعدل ههنا مرة وههنا مرة. يقول: كان نكيرها لما رأت الشلو أن تشفق وتجأر، لا شيء عندها غير ذلك.
وقال في الموضع الثاني: يروي تضيف مضموم التاء والضاد معجمة، ويروي تضيف مفتوح التاء، فمن رواه بفتحها، وهو الجيد، أراد: تشفق، ومنه قوله: