وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثمانون بعد الثمانمائة:

(886) إن يكن طبك الدلال فلو في ... سالف الدهر والسنين الخوالي

أنشد الجاحظ في كتاب "البيان" لعبيد بن الأبرص:

تلك عرسي غضبي تريد زيالي ... ألبين تريد أم لدلال

إن يكن طبك الفراق فلا أحفل أن تعطفي صدور الجمال

أو يكن طبك الدلال فلو في ... سالف الدهر والسنين الخوالي

كنت بيضاء كالمهاة وإذا آتيك نشوان مرخيا إذ يالي

فاتركي خط حاجبيك وعيشي ... معنا بالرخاء والتأمل

زعمت أنني كبرت وأني ... قل مالي وضن عني الموالي

وصحا باطلي وأصبحت شيخا ... لا يؤاتي أمثالها أمثالي

إن تريني تغير الرأس مني ... وعلا الشيب مفرقي وقذالي

فبما أدخل الخباء على مهضومة الكشح طفلة كالغزال

فتعاطيت جيدها ثم مالت ... ميلان القضيب بين الرمال

ثم قالت فدى لنفسك نفسي ... وفداء لمال أهلك مالي

انتهى. العرس، بالكسر: الزوجة، والزيال: بالكسر: المزايلة، وهي المباينة، والطب، بالكسر: العادة، والمهاة، بالفتح: البلورة، والتأمال: تفعال مصدر مبالغة من الأمل، وضن: بخل، والموالي: أبناء العم، وقوله: فبما، أي: كثيرا ما، والخباء: الخيمة من الوبر، والمهضومة: الدقيقة، والكشح: الحاصرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015