بيتا، وقبل هذا البيت:
ولأثأرن بمالك وبمالك ... وأخي المروراة الذي لم يسند
قوله: ولأثارن، معطوف على بيت قبله وهو:
فلأنعينكم الملا وعوارضا ... ولأهبطن الخيل لابة ضرغد
يخاطب أعداءه الذين قتلوا أشراف قومه، وأنعينكم يعني: أذكر معايبكم، وقبيح أفعالكم، يقال، فلان ينعي على فلان ذنوبه، أي يذكرها ويصفها، والملأ، بفتح الميم، وعوارض، بضم العين، وضرغد، بإعجام الضاد والعن: أسامي مواضع، واللابة: أرض ذات حجارة، وهذا البيت من شواهد النحو، وقد استوفينا الكلام عليه في الشاهد الثامن والستين بعد المائة من شواهد الرضى، يقال: ثأرت القتيل، وثأرت به من باب نفع: إذا قتلت قاتله، قال جامع ديوانه: مالك ومالك: رجلان من قومه، والمروراة: أرض بظهر الكوفة. انتهى. وبها كانت الحرب، والأخ يطلق على الملابس، يردي الذي قتل بها، وهي بفتح الميم وفتح الراء المهملة الأولى والثانية بينهما واو ساكتة. وقوله: لم يسند، قال ابن الأنباري في شرحه، أي لم يدفن، ولكن ترك للسباع تأكله.
وقوله: وقتيل مرة، قال جامع ديوانه: مرة قبيلة، وقال ابن الأنباري: روى الضبي: وقتيل بالخفض، ورواه الحرمازي بالنصب، ورواه الأثرم بالرفع انتهى. أما الخفض، فعلى أن الواو للقسم، وعليه استشهاد النحويين بهذا البيت، وجملة: أثارن" جواب القسم، وأما النصب، فعلى أن الواو عاطفة على محل مالك المجرور بالباء الزائدة، وأما الرفع، فعلى الابتداء، وخبره محذوف تقديره: قسمي، وجملة: أثارن" جوابه، ويجوز أن يكون استشهاد النحويين على هذه