وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثمانون بعد الثمانمائة:

(882) وقتيل مرة أثأرن فإنه ... فرغ وإن أخاهم لم يثأر

قال أبو علي في "إيضاح الشعر": وأما ما أضمر من الحروف التي لا تعمل في اسم ولا فعل، فاللام التي يتلقى بها القسم في وقله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا) (الشمس: 9)، قيل: إن المعنى: لقد أفلح من زكاها، ومن ذلك ما أنشده أو الحسن وأبو عثمان:

قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا

وقتيل مرة أثأرن فإنه ... فرغ وإن أخاهم لم يثأر

فحذف اللام، وكما حذفت اللام وتركت النون كذلك حذفت النون وتركت اللام في نحو: والله لتخرج. انتهى. وتبعه ابن الشجري في المجلس الرابع والأربعين، وظاهره أنه جائز في الكلام، وقد قال ابن عصفور وغيره: إنه من ضرورة الشعر، قال في كتاب "الضرائر"، ومنه إثبات النون الداخلة على الفعل المضارع للتأكيد وحذف اللام كقوله:

وقتيل مرة أثأرن فإنه ... فرغ وإن أخاهم لم يثأر

انتهى.

والبيت من قصيدة دالية، كما أنشده ابن عصفور، لعدو الله عامر بن الطفيل عدتها كما في ديوانه ثلاثة عشر بيتا، وأوردها المفضل في "المفضليات" أحد عشر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015