أواخر "الكامل" وأورد بالمناسبة أصول الرياح وفروعها قال: النبكاء تهب بين الريحين، لأن الرياح أربع، وما بين كل ريحين نكباء، فهي ثمان في المعنى، فما بين مطلع سهيل إلى مطلع الفجر "جنوب"، وإنما يأتي الجنوب من قبل اليمن، وإذا هبت من تلقاء الفجر "جنوب"، وإنما يأتي الجنوب من قبل اليمن، وإذا هبت من تلقاء الفجر، فهي "الصبا"، والعرب تسميها القبول، وأنشد هذا البيت، وإذا أتت من قبل الشام، فهي "شمال"، وهي تقابل "الجنوب"، وإذا جاءت من دبر البيت الحرام، فهي "الدبور"، وهي تهب بشدة، والعرب تسميها محوة عن أبي زيد، لأنها تمحو السحاب، وهي معرفة لاتنصرف. ولهذه الرياح أسماء كثيرة وأحكام في العربية، لأن بعضهم بجعلها نعوتاً، وبعضهم يجعلها أسماء، وكذلك مصادرها تحتاج إلى الشرح والتفسير، ونحن ذاكروا ذلك في غير هذا الباب إن شاء الله تعالى، وأورده أو علي الفارسي عن أبي زيد من أواخر سورة البقرة عند قراءتهم الريح والرياح بالإفراد والجمع، واستقصى الكلام على أساميها ونعوتها وأنواعها وفروعها.

وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والستون بعد السبعمائة:

(762) ألم تعلمي يا عمرك الله أنني ... كريم على حين الكرم قليل

وأني لا أخزى إذا قيل مملق ... سخي وأخزى أن يقال بخيل

على أن "حيناً" بني على الفتح، كما في البيت الذي قبله لإضافته إلى الفعل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015