كادت فزارة تشقى بنا ... فأولى فزارة أولى فزارا

وقال القطامي:

قفي قبل التفرق يا ضباعا

وقال هدبة:

عوجي علينا واربعي يا فاطما

وإنما كان الحذف للهاءات ألزم في الوصل، وفيها أكثر منه في سائر الحروف في النداء، من قبل أن الهاء في الوصل في غير النداء تبدل مكانها التاء، فلما صارت الهاء في موضع يحذف منه في الابتداء فيه تخفيفاً، كان ما يبدل ويتغير أولى بالحذف، وهو له ألزم، وجعلوا تغييره الحذف في موضع الحذف إذا كان متغيراً لا محالة، وسمعنا الثقة من العرب يقول: يا حرمل، يريد: يا حرملة، كما قال بعضهم: ارم، يقفون بغير هاء، هذا نصه بحروفه.

قال السيرافي: ويجوز هذه الأبيات في غير الضرورة، لأن سيبويه حكى: يا حرمل في: يا حرملة، وغذا كان كذلك، فليس بضرورة، لأن فتحته في الوصل توجب إذا صارت في قافية مطلقة أن تمد وتوصل، كقولنا في آخر القافية: مررت بعمرو، ورأيت الرجلا. انتهى.

وقوله: ولا يك موقف .. إلى آخره. قال اللخمي في "شرح أبيات الجمل": يحتمل وجهين، أحدهما: أن يكون على الطلب والرغبة، كأنه قال: لا تجعلي هذا الموقف آخر وداعي منك، والآخر: أن يكون على الدعاء، كأنه قال: لا جعل الله موقفك هذا آخر الوداع. انتهى. ففيه حذف مضاف من الوداع، وقدره بعضهم موقف الوداع، وهذا أحسن، وروى الأخفش المجاشعي في كتاب "المعاياة":

ولا يك موقفاً منك الوداعا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015