وقال اللخمي في "شرح أبيات الجمل" أيضاً: أي: أنا الشجاع البطل عند اشتداد الحرب، وإذ ظرف، والعامل فيه ما في الكلام من معنى الانتساب، والتقدير أنا منسوب إلى ماوية، إذ جد النقر، وأنشد سيبويه هذا البيت في باب الوقف من "كتابه"، قال الأعلم: الشاهد فيه إلقاء حركة الراء على القاف للوقف، والنقر: صويت تسكن به الفرس عند اشتداد حركته، أي: أنا الشجاع البطل إذا حتمت الخيل عند اشتداد الحرب. انتهى. وماوية: أم الراجز اشتهر بها، قال ابن السيد: ومعنى جد: اشتد وتحقق، والنقر: صويت باللسان يسكن به الفرس إذا اضطرب بفارسه. قال امرؤ القيس:
أخفضه بالنقر لما علوته
وكذا قال اللخمي في تفسير النقر، وزاد في آخره: ومخرجه من الخيشوم. وبعد هذا الشطر:
وجاءت الخيل أثابي زمر ... أحمل في الهيجاء داباً وأكر
انتهى. وأثابي: جمع أثبية، بالتشديد فيها بمعنى جماعة، قال ابن جني في "إعراب أبيات الحماسة": يقال: جاء فلان في أثبية من قومه، وأثبية وزنها أفعولة من لفظ الثبة، ومعناها، ومنه قولهم: ثبت الثناء على الرجل: إذا أكثرته عليه قال لبيد:
يثبي ثناء من لبيد وقوله ... إلا انعم على حسن التحية واشرب
ولام، أثبية وثبة، واو، لما وصى به أبو الحسن من اللام المحذوفة إذا جهل أمرها على الواو، لنها الباب الأكبر، وأصله أثبوة غير أن الحرف طال، فثقلت