إذا فاقد خطباء فرخين رجعت ... ذكرت سليمى في الخليط المباين

كذا ذكره في "الإغفال" وقال في موضع آخر في بيت ذي الرمة:

وقائلة تخشى علي أظنه ... سيودي به ترحاله وجعائله

إنه من هذا، ثم قال: الأحسن أن يستأنف إضمار قول، أي: تقول أظنه، وتخشى: حال من الضمير في قائلة. انتهى كلامه, وظهر من هذا أن أول من استدل بهذا البيت أبو علي الفارسي، وقافية البيت بائية لا لامية كماأنشده أبو علي في "الحجة" والبيت آخر قصيدة لذي الرمة مطلعها:

وقفت على ربع لمية ناقتي ... فما زلت أبكي عنده وأخاطبه

وأسقيه حتى كاد مما أبثه ... تكلمين أحجاره وملاعبه

إلى أن قال:

ألا رب من يهوى وفاتي ولو أتت ... وفاتي لذلت للعدو مراتبه

وقائلة تخشى علي أظنه ... سيودي به، ترحاله وجعائله

قوله: وقفت على ربع .. البيتين، هما من شواهد علم النحو وغيره، قال شارح ديوانه الأصمعي: قوله: أبثه، أي أخبره بكل ما في نفسي، وقوله: وأسقيه، أي: أدعو له بالسقيا، وملاعبه: مواضع يلعب فيها، وأصل المرتبة: الدرجة، وأراد: لذل للعدو ما كان مستصعباً.

وقوله: وقائلة .. إلى آخره، أي: تقول: أظنه سيودي به ترحاله، أي: سيهلكه ترحاله، وكثرة ذهابه في الأسفار. انتهى. وقائلة: معطوف على مدخول رب، ويودي: مضارع أودى الشيء، بالدال المهملة، بمعنى ذهب وهلك، والترحال: مصدر كالرحيل، وبناؤه للمبالغة، أي: كثرة الترحل.

وترجمة ذي الرمة تقدمت في الإنشاد الرابع والخمسين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015