وقيس بن زريح ينتهي نسبه إلى كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، وكان منزل قومه في ظاهر المدينة المنورة، وكان هو وأبوه من حاضرة المدينة، ومضى يوماً لبعض حاجته بخيام بني كعب بن خزاعة والحي خلوف، فوقف على خيمة لبنى بنت الحباب الكعبية، فاستسقى ماء، فسقته فلما رآها وقعت في نفسه، وانصرف منها وفي قلبه حر لا يطفأ، فجعل يقول الشعر فيها حتى اشتهر، وسأل أباه وأمه أن يزوجاه بها، فأبيا، فأتى الحسين بن علي، عليهما السلام، وكان رضيعه فشكا إليه ما به، فقال له الحسين: أنا أكفيك، فمشى معه إلى أبي لبنى، فأجابه، فعقد له عليها، فأقام معها مدة، وكان قيس أبر الناس فأمه، فشغلته لبنى عنها، فشكت إلى أبيه، فاتفق معها أن يلزما قيساً بطلاق لبنى فطلقها بعد عسر منها، فاختل عقله، وبقي هائماً في القفار، وقال فيها أشعاراً كثيرة، وقد أطنب صاحب "الأغاني" في ترجمته، وأورد من شعره فيها شيئاً كثيراً.

وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والسبعون بعد الستمائة:

(675) وقائلة تخشى على أظنه ... سيودي بهت رحاله وجعائله

على أن جملة: "تخشى علي" حال من ضمير قائلة، وجملة "أظنه سيودي به إلى آخره" مقول القول، وسها الشارح، فجعل المقول جملة "سيودي ... إلى آخره" ولم ينبه عليه أحد، بل تبعه الشراح، وهذا مبني على الظاهر، وإلا فيجوز أن يجعل جملة "تخشى علي" صفة لقائلة، وجملة "أظنه إلى آخره" محكية بقول محذوف تقديره: تقول. وقال أبو حيان في "تذكرته": اسم الفعل قد قيل يعمل إذا وصف قليلاً شاذاً جداً، ولا يجوز في الكلام، وأنشدوا:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015