وحق، بالتنوين، أي: لازم وواجب، ولقاؤه: فاعل حق، أي: أداؤه وقضاؤه، وبه روي. قوله: وبدا لك، أي: ظهر، وبداء: فاعله، قال أبو علي في "إيضاح الشعر": أضمر البداء في قوله تعالى: (ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ) [يوسف/ 35] لأن البداء الذي هو المصدر قد صار بمنزلة العلم والرأي، ألا ترى أن الشاعر قد أظهره في قوله:
بدا لك في تلك القلوص بداء
وكذلك صنع ابن الشجري في "أماليه" في الآية والبيت، وقال: ألسن العرب متداولة في قولهم: "بدا لي في هذا الأمر بداء" أي: تغير رأيي عما كان عليه، ويقال: فلان ذو بداوات، إذا بدا له الرأي بعد الرأي. انتهى.
وأحسستها: استفدتها، وأحسست الشيء: وجدت حسه، وقوله: لعناء خبر إن، وقوله: أقول التي تنبي الشمات، أي: أقول الكلمة التي تخبر الشمات، وهي قولي: نعم قد أخذتها، وقوله: وإنها، أي: هذه الكلمة، وإشماتا لعدو سواء علي، وشمات، بالفتح، مصدر كالشماتة، وفعله كفرح، وهو الفرح بمصيبة العدو، وقوله: وقد أخلفتني الوعد: جملة معترضة بين دعوت ودعوة، والباء زائدة، أي: ناديته مرة فلم يجب دعائي.
ومحمد بن بشير الخارجي منسوب إلى خارجة بن عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان بن مضر، وهو شاعر فصيح حجازي من شعراء الدولة الأموية وديوانه صغير، وقد أطال ترجمته صاحب "الأغاني".