في "الأغاني" عن سليمان بن عياش: أن رجلاً وعد محمد بن بشير الخارجي بقلوص، وهي الناقة الشابة، ومطله، فقال فيه يذمه، ويمدح زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين:

لعلك والموعود حق لقاؤه ... بدا لك في تلك القلوص بداء

فإن الذي ألقى إذا قال قائل ... من الناس هل أحسستها لعناء

أقول التي تبني الشمات وإنها ... علي وإشمات العدو سواء

دعوت وقد أخلفتني الوعد دعوة ... بواد فلم يقبل هناك دعاء

بأبيض مثل البدر عظم حقه ... رجال من ال المصطفى ونساء

فبلغت هذه الأبيات زيد بن الحسن، فبعث إليه بقلوص من جياد إبله، فقال يمدحه:

إذا نزل ابن المصطفى بطن تلعة ... نفى جدبها واخضر بالنبت عودها

وزيد ربيع الناس في كل شتوة ... إذا أخلفت أنواؤها ورعودها

حمول لأشتات الديات كأنه ... سراج الدجى إذ قارنته سعودها

انتهى.

وقوله: "لعلك والموعود"، قال أبو علي في "الحجة" عند قوله تعالى: (وإذ واعدنا) [الآية/ 51] من سورة البقرة: قالوا: وعدته أعده عدة ووعداً وموعداً وموعدة .. إلى أن قال: وأما الموعود: فصفة، قال:

لعلك والموعود حق لقاؤه ... البيت.

التقدير: الأمر الموعود حق لقاؤه، ومن جوز مجيء المصدر على مفعول، جاز عنده أن يكون الموعود مثل الوعد. انتهى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015