قال الأعلم: الشاهد فيه دخول "يا" التنبيه وإن شئت قدرت المنادى محذوفاً، فتكون للنداء على الأصل المستعمل، والتقدير: يا هذان اسقياني. انتهى.

وهو من قصيدة للشماخ عدتها خمسة عشر بيتاً، رثى بها بكير بن شداد الليثي الكناني، قال جامع ديوانه: وقال الشماخ، وكان غزا مع سعيد بن العاص حتى افتتح أذربيجان ويرثي بكيراً وقتل يومئذ:

لعمرك لا أنسى وإن طال عهدنا ... لقاء ابنة الضمري في البلد الخالي

تذكرتها وهناً وقد حال دونها ... قرى أذربيجان المسالح والجالي

ألا يا أصحابي قبل غارة سنجال ... وقبل منايا باكرات وآجال

وقبل اختلاف القوم من بين سالب ... وآخر مسلوب هوى بين أبطال

وقيلهم خدوا له برماحكم ... بنازحة العواد خفاقة الآل

فبكوا قليلاً ثم ولوا وودعوا ... وقد غادروا في اللحد لحمي وأوصالي

لقد غادرت خيل بموقان أسلمت ... بكير بني الشداخ فارس أطلال

فتى كان يروي سيفه وسنانه ... من العلق الآني لدى المجحر التالي

وقد علمت خيل بموقان أنني ... أنا الفارس الحجامي لدى الموت نزال

قوله: لعمرك لا أنسى .. إلخ، البلد: الأرض والمكان، قال جامع ديوانه يريد أنه لقيها ببلد خال، فرأى منظراً حسناً أعجبه. وقوله: تذكرتها وهناً، الوهن: ما بعد نصف الليل الأول، وأذربيجان: إقليم من بلاد العجم، وقاعدة بلدة تبريز، وحده من برذع مشرقاً إلى زنجان مغرباً، والمسالح: جمع مسلحة وهو الثغر، والقوم ذوو سلاح، والمسلحة، بفتح الميم: موضع السلاح، والمسالح: بدل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015