(أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ) [ق/24] إن الخطاب لمالك وحده حملاً على هذا الباب، وقيل: بل هو راجع إلى قوله: (سَائِقٌ وشَهِيدٌ). انتهى كلام السهيلي. والبيت من قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يوفق للإسلام، وقد تقدم بعضها في الإنشاد الخامس والخمسين بعد الثلاثمائة، وبعضها في الإنشاد الخامس والثمانين بعد الأربعمائة، وبعضها في الإنشاد الثامن عشر بعد الخمسمائة، وبعضها في الإنشاد الواحد والخمسين بعد الخمسمائة. وقبل هذا البيت:
أجدك لم تسمع وصاة محمد ... نبي الإله حين أوصى وأشهدا
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ... ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله ... وأنك لم ترصد لما كان أرصدا
فإياك والميتات لا تطعمنها ... ولا تأخذن سهماً حديداً لتفصدا
ولا النصب المنصوب لا تنسكنه ... لعاقبة والله ربك فاعبدا
وصل على حين العشيات والضحى ... ولا تحمل الشيطان والله فاحمدا
ولا السائل المحروم لا تتركنه ... لفاقته ولا الأسير المقيدا
ولا تسخرن من بائس ذي ضرارة ... ولا تحسبن المال للمرء مخلدا
ولا تقربن جارة إن سرها ... عليك حرام فانكحن أو تأبدا
وهذا آخر القصيدة، وقوله: أجدك، الألف للاستفهام، والجد، بالكسر، نقيض الهزل، منصوب على المصدرية. والوصاة: الوصية، وقوله: إذا أنت لم ترحل .. إلى آخر القصيدة: هي الوصية، وقوله: ندمت، جواب إذا. وقوله: وأنك لم ترصد، قال الأزهري: أرصدت له شيئاً – أرصده، أي: أعددت