فالأولى ثقيلة، والأخرى خفيفة. انتهى. وقال السيرافي: "ولا تقربنها" نون ثقيلة و: "فاعبدا" نون خفيفة، وقف عليها بالألف، قال المصنف: ويحتمل هذا أن يكون من باب: يا حرسي اضربا عنقه. يعني يكون من باب خطاب الواحد بلفظ الاثنين، أو يكون أصله: اعبد اعبد على التكرير للتأكيد، فثنى الضمير نيابة عن تكرير الفعل، وهما خلاف الظاهر، ولا ضرورة تلجئ إلى الحمل على أحدهما.
وقال السهيلي في "الروض الأنف" وقوله: "والله فاعبدا" وقف على النون الخفيفة بالألف، وكذلك قوله: "فانكحن أو تأبدا"، ولذلك كتب في الخط بالألف، لأن الوقف عليها بالألف، وقد قيل في مثل هذا: إنه لم يرد الخفيفة، وإنما خاطب الواحد بخطاب الاثنين، وزعموا أنه معروف في كلام العرب، وأنشدوا في ذلك:
فإن تزجراني يا ابن عفان أنزجر ... وإن تدعاني أحم عرضاً ممنعا
وأنشدوا أيضاً في هذا المعنى:
وقلت لصاحبي لا تحبسانا ... بنزع أصوله واجتث شيحا
ولا يمكن إرادة النون الخفيفة في هذين البيتين، لأنها لا تكون ألفاً إلا في الوقف، وهذا الفعل قد اتصل به الضمير، فلا يصح اعتقاد الوقف عليه دون الضمير، وحكي أن الحجاج قال: يا حرسي اضربا عنقه، وهذا قد يمكن فيه حمل الوصل على الوقف، ويحتمل أن يريد: اضرب أنت وصاحبك، وقد قيل في قوله سبحانه: