ومعنى، والمزاحف: جمع مزحف، أي: حيث زاحفها فيه، أي: قاتلها، والنضخُ، بمعجمتين: ما أصاب الشيء على غير عمد، يقال: أصابه نضخ من الدم والزعفران والبول ما لم تعتمد به، فإذا أنت تعمدته قلت: نضحته بالماء، يقال: نضح ينضح: إذا ما رشح، وهو بالحاء المهملة، يعني أنها قبل وصولها إلى ماء الغيث قتلها الصَّيّاد، وترجمة ساعدة تقدمت في الإنشاد الثالث من أول الكتاب.

وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والثلاثون بعد الخمسمائة:

لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وَشَمْأَلِ

على أن قوله "من جنوب" بيان وتفسير للضمير المستتر في "نسجت" وصدره:

فَتُوضِحَ فالمِقرَاةَ لَمْ يَعْفُ رَسْمُهَا

وقبله:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... بسقط اللوى بين الدخول فحومل

وهو مطلع معلقة امرئ القيس، وتقدم شرحه في الإنشاد الخامس والستين بعد المائتينن وتقدَّم هناك الكلامُ على عطف الأماكن بالفاء ووجهه، وتوضح: موضع من حمى ضرية، والمِقراة، بكسر الميم: موضع، وقال أبو عبيدة: ليس موضعًا، وإنما يريد: الحوض الذي يجتمع فيه الماء، من قريت بمعنى جمعت، وقوله: لم يعف رسمها، أي: رسم هذه المواضع، وهذا في موضع التعليل للبكاء، لأنه لو عفت هذه المواضع، أو عفا رسمها، لاستراح العاشق، وفي بقائها أشد حزنًا له، كقول ابن أحمر:

أَلا لَيْتَ المَنَازِلَ قَدْ بَلِينا ... فَلا يَرْمِينَ عَنْ شَزْنٍ حَزِينا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015