قول الشاعر: "غير مأسوف على زمن" ومثله قول الآخر:

غير لاهٍ عداك فاطَّرح اللَّهو ... ولا تغترر بعارض سلم

انتهى. وهذا التخريج مأخوذ من كلام ابن جني الآتي، وتبعه ابن الحاجب أيضًا، وقد تبعه أيضًا ابن النحاس وابن مكتوم نقل كلامهما السيوطي في "الأشباه والنظائر" وقد تبعه الرضي أيضًا في باب المبتدأ في "شرح الكافية" وقول المصنف: إن التخريج الثاني لابن جني ولابن الحاجب.

أما الأول؛ فقد نقله أبو حيان في "شرح التسهيل" قال: سأل عالٍ ابن أبي الفتح أباه أبا الفتح ابن جني عن قوله:

غير مأسوفٍ على زمنٍ .. البيت،

فأجابه بأن المقصود ذم الزمان الذي هذه حاله، فكأنه قال: زمان ينقضي بالهم والحزن غير مأسوف عليه، فزمان: مبتدأ، وينقضي: صفته، وغير: خبره، ثم حذف المبتدأ، وجعل إظهار الهاء مؤذنًا بالمحذوف، لأنك إنما جئت بالهاء لمَّا تقدمها ذكر ما يرجع إليه، فصار اللفظ بعد الحذف والإظهار: غير مأسوف على زمن ينقضي .. الخ. وهذا التخريج بعيد جدًا متكلف، وهي عادة ابن جني وشيخه في مجيئهما بالتخريجات المتكلفة التي لا يكاد يلحظها العرب. قال أبو الفتح: وإن شئت قلت: هو محمول على المعنى، كما حملت: أقلُّ امرئ يقول ذاك، على المعنى، فلم تذكر في اللفظ خبرًا لأقل، مع أنه مبتدأ. وقد أضفت أقل إلى امرئٍ، ووصفت المرء بـ"يقول ذاك"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015