الفكر إلى الحشر" أنه هو الذي أجاب بهذا الجواب، قال فيها: سئل في بغداد عن قول الشاعر: غير مأسوف على زمن البيت، فلم يعرف وجه رفع غير، وأول من أخطأ فيه شيخنا الفصيحي، فعرَّفته ذلك، والذي ثبت الرأي عليه أن المعنى لا يؤسف على زمن، فغير مرفوع بالابتداء، وقد تمَ الكلام بمعنى الفعل، فسدَّ تمام الكلام وحصول الفائدة مسدّ الخبر، كما قالوا: أقائم أخواك؟ والمعنى: أيقوم أخواك؟ فقائم مبتدأ، وسد تمام الكلام مسدَّ الخبر ولا خبر في اللفظ. انتهى. وهو ممَّن جهَّله أهل بغداد، وردّوا عليه في أشياء ارتكب فيها خلاف الصَّواب، منهم ابن الشجري والجواليقي وغيرهما.

وقال أبو حيّان في "تذكرته": لم أر لهذا البيت نظيرًا في الإعراب إلَّا بيتًا في قصيدة للمتنبي، وهو:

ليس بالمنكر أن برَّزت سبقًا ... غير مدفوعٍ عن السَّبق العراب

فالعراب مرفوع بمدفوع، ومن جعل العراب مبتدأ فقد أخطأ، لأنه يصير التقدير: العراب غير مدفوع عن السبق، والعراب: جمع، فلا أقل من أن يقول: غير مدفوعة، لأن خبر المبتدأ لا يتغير تذكيره وتأنيثه بتقديمه وتأخيره، تقول: الشمس طالعة، وطالعة الشمس، ولا يجوز: طالع الشمس، لأن التقدير: الشمس طالع، وذلك لا يجوز. انتهى.

وقد تبع ابن مالك ابن الشجري، قال في باب المبتدأ من "شرح التسهيل": إذا قصد النفي بغير يضاف إلى الوصف، ويجعل غير مبتدأ، ويرفع ما بعد الوصف به، كما لو كان بعد نفي صريح، ويسد مسد خبر المبتدأ، وعلى ذلك وجه ابن الشجري

طور بواسطة نورين ميديا © 2015