(إذا أضيفت لمبنى) أحسن من قول الرضي: (إذا أضيفت إلى أن أو أنَّ المشددة) لشموله الضمير وغيره. وقد ذهب الكوفيون إلى جواز بناء (غير) في كل موضع يحسن فيه (إلا) سواء أضيفت إلى متمكن أو غير متمكن، وقد بسط الكلام ابن الأنباري في (مسائل الخلاف) على مذهبهم، وذكر ما رد به البصريون عليهم مفصلًا، ومن أحب الاطلاع عليه فلينظره هناك.

والبيت من قصيدة لأبي قيس بن الأسلت، وقبله:

ثَّم أرعويت وقد طال الوقوف هنا ... فيها فصرت إلى وجناه شملال

تعطيك مشيًا وإرقالًا ودأدأًة ... إذا تسر بلت الآكمام بالآل

تردي الإكاك إذا صرَّت جنادبها ... منها بصلبٍ وقاح البطن عمَّال

لم يمنع الشُّرب منها غير أن نطقت ... البيت

قوله: ارعويت، أي: انزجرت ورجعت، والوجناء: الناقة الشديدة، والشملال، بالكسر: الخفيفة السريعة، وضمير (فيها) للدار، يريد أنه طال وقوفه على دار حبيبته، وليس فيها أحد. والإرقال: مصدر أرقلت الناقة: إذا أسرعت، وكذلك الدأدأة: مصدر: دأدأت، بهمزتين بمعناه، وقوله: إذا تسربلت، إذا: ظرف لتعطيك، يريد وقت اشتداد الحر في الظهيرة، لأن الإكام، وهي الجبال، إنما تتسربل بالآل، وهو السراب، عند الظهيرة. والسربال: القميص، وتسربل: لبس السربال، والآكمام: فاعل، جمع أكم بضمتين، كأعناق جمع عنق، وأكم: جمع إكام بالكسر، ككتب جمع كتاب، وإكام جمع أكم، بفتحتين، كجبال جمع جبل، وواحد الأكم أكمة. يقول: إنها نشيطة في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015