من الإدالة، وهي التغليب والنصر، وفي حديث [وفد] ثقيف: (ندال عليهم ويدالون علينا) أي: نجعل منصورين عليهم ويجعلون منصورين علينا، فهو يتعدى إلى مفعول واحد وهو (نا) في البيت وهو ضمير الجمع، ويتعدى إلى المفعول الثاني بـ (على) كما في الحديث، والأصل: يديلنا الله عليهم ويديلهم علينا، فلما حول إلى البناء للمفعول صار المفعول نائب الفاعل، فاللمة في البيت منصوبة على نزع الخافض وهو (على)، فالتقدير: يدلننا على اللمة- بفتح اللام- وهي الشدة، قال الجوهري: وأما قوله:
أعيذه من حادثات اللَّمَّة
فيقال: هو الدهر، ويقال الشدة، وأنشد الفراء: (يدلننا اللمة من لماتها) مع البيت الذي قبله. وضمير لماتها للصروف، وقد غفل الدماميني عما قلنا من الحذف والإيصال فقال: واللمة الشدة، كذا قال الفراء، وأنشد هذا البيت شاهدًا عليه، وقد عداه فيه إلى مفعولين، فكأن المعنى: لعل الحوادث تجعل لنا الشدة دولة، فنستريح مما نحن فيه، فأنظره فلست على وثوق من صحته! انتهى. ولو تنبه للحديث السابق، أو لقول الجوهري: والإدالة: الغلبة، يقال: اللهم أدلني. على فلان وانصرني عليه؛ لجزم بما قلنا. وقوله: فتستريح من زفراتها، جمع زفرة بسكون الفاء، وهي تردد النفس في الجوف حتى تنتفخ الضلوع، وكان يجب فتح الفاء في الجمع، لأنه اسم غير صفة، ثلاثي صحيح العين ساكنها غير مضاعف، لكنه سكنت للضرورة، بخلاف دولات ولمَّات وعلاَّت، فتسكينها على القياس.
وقوله: (وتنقع الغلة من غلاتها) بنصب تقنع بالعطف على تستريح، والنقع: قطع الحرارة بالماء، وفي المثل: (الرسف أنقع) أي: أقطع