إني لأسارع إلى حاجة عدوي خوفًا من أن أرده فيستغني عني، وقال رجل من العرب: ما رددت رجلًا عن حاجة فولىّ عني إلا رأيت الغنى في قفاه. وقال عبد الله بن العباس: ما رأيت أحدًا أسعفته في حاجة إلا أضاء ما بيني وبينه، ولا رأيت رجلًا رددته [عن حاجة] إلا أظلم ما بيني وبينه. وقال عبد الله ابن همام السلولي:
وأتلف فأخلف إنَّما المال عارةٌ ... وكله مع الدَّهر الَّذي هو آكله
فأهون مفقودٍ وأيسر هالكٍ ... على الحيِّ من لا يبلغ الحيَّ نائله
عارة أي: معارة، ووزنه فعلة، انتهى. ورأيت هذين البيتين في (إصلاح المنطلق) لابن السكيت أنشدها لابن مقبل لا لابن همام، والله أعلم.
وقائل الشعر هو الأضبط بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وقريع، بضم القاف، هو أبو جعفر الملقب بأنف الناقة أيضًا، قال ابن قتيبة في كتاب (الشعراء): الأضبط بن قريع السعدي: هو من عوف بن كعب بن سعد، رهط الزبرقان بن بدر ورهط بني أنف الناقة، وكان قومه أساؤوا مجاورته، فانتقل منهم إلى غيرهم، فأساؤوا مجاورته أيضًا، فرجع إلى قومه وقال: (بكلِّ واد بنو سعيد) وهو جاهلي قديم، وكان أعار على بني الحارث بن كعب، فقتل منهم وأسر وجدع وخصى، ثم بني أطمًا، وبنت الملوك حول ذلك الأطم مدينة صنعاء، فهي اليوم قصبتها، وهو القائل:
يا قوم من عاذري من الخدعه