"عل" منه كشجٍ وعمٍ, ووزنه فعل, والياء فيه لام الفعل, والكسرة في اللام قبلها ككسر الضاد من قاض, فاعرف ذلك. وفيه عشر لغات: أتيته من علٍ ومن عل ومن علي ومن علا ومن علوُ ومن علوَ ومن علوِ ومن علوٍ ومن عالٍ ومن معالٍ, ومثله سواء قول العجلي:
أقنيَّ من تحت عريض من عل
أراد: من أعلاه, ألا تراه قرنه بالمعرفة المبينة وهى تحت, ف "علٍ" إذن معرفة, فهو كشج, وكسرة لامه ككسرة زاء غاز, والكلمة مبينة على الضم, وفي الياء تقدير ضمة البناء, فبيت ربيعة وبيت العجليّ هذان جميعًا سواء, ولكن بيت امرئ القيس الذي هو قوله:
كجامود صخرٍ حطَّه السيل من عل
عل فيه نكرة, ألا ترى أنه لا يريد من أعلى شئ مخصوص, فالكسرة إذن في لا عل كسرة إعراب ككسرة دال يد ودم, انتهى كلام ابن جني بالاختصار. وقوله: فالكسرة إذن في لام "عل" كسرة إعراب. . الخ, غير جيد, والجيد كلام ابن يعيش السابق, وهو قوله: ويحتمل أن تكون الكسرة فيه إعرابًا, وهو محذوف اللام ويحتمل أن تكون الكسرة فيه بناء. . إلى آخره, وقد استشهد بهذا البيت في باب الظروف المهمة غير المتمكنة, قال فيه: وسألته ـ يعني الخليل, رحمه الله ـ عن قوله: من دونٍ ومن فوقٍ ومن تحتٍ ومن فبلٍ ومن بعدٍ ومن دبرٍ ومن خلفٍ, فقال: أجروا هذا مجرى الأسماء المتمكنة, لأنها تضاف وتستعمل غير ظرف, ومن العرب من يقول: من فوق ومن تحت, يشبهه بقبل ولعد, وقال أبو النجم: