على أن الكاف بدل تصريفي من التاء، والأصل عصيت بالخطاب، قال بن جني في"سر الصناعة": أبدل الكاف من التاء لأنها أختها في الهمس، وكان سحيم إذا أنشد شعرًا قال: أحسنك والله، يريد، أحسنت انتهى.

وقال أبو علي في"المسائل العسكرية" قال أبو الحسن الأخفش: إن شئت قلت: أبدل من التاء الكاف لاجتماعهما في الهمس، وإن شئت قلت: أوقع الكاف [موقعها]، وإن كان في أكثر اللغات للمفعول لا للفاعل، لإقامة القافية، ألا تراهم يقولون: رأيتك أنت، ومررت به هو، فيجعل علامات الضمير المختص

بها بعض الأنواع في أكثر الأمر موقع الآخر، ومن ثم جاء"لولاك" وإنما ذلك لأن الاسم لا يصاغ معربًا،

وإنما يستحق الإعراب بالعامل، انتهى.

والإبدال التصريفي هو أن يؤتي حرف عوضًا عن حرف آخر، احترز به عن إبدال ضمير مكان ضمير بالإنابة، كقولهم: ما أنا كأنت، قال أبو حيان في"شرح التسهيل": وقوله المصنف في "عصيكا" إنه من وضع ضمير النصب موضع ضمير الرفع غير صحيح، لأن الفارسي وغيره ذكروا أن هذا من إبدال التاء

الضمير كافًا، وهو من شاذ البدل، : ويدل على أنه من باب البدل تسكين آخر الفعل في قولهم: عصيك، ولو كان ضمير نصب لم يسكن، كما لم يسكن في عساك ورماك، انتهى. قال ناظر الجيش:

ولاشك أن القول بالبدل محتمل، والقول بنيابة ضمير عن ضمير محتمل أيضًا، فلا يرفع أحد الاحتمالين بالآخر، وأما التسكين فلا شك أنه يقوي دعوى الأخفش، لأن الضمير وإن كان ضمير نصب قد وضع

موضع ضمير الرفع وأسند الفعل إليه، فوجب إعطاء الفعل الحكم الذي يستحقه حين إسناده إلي الضمير

الموضوع للرفع، انتهى.

أقول: قد رجع ابن مالك في أول باب الإبدال من"شرح الكافية" إلي القول بالإبدال التصريفي قال عند ذكره إبدال الياء جيمًا في قوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015