الشراح إلي أحد ممن أنشده من الثقات، أو إلي قائل معين يحتج بكلامه.
ثم قال المصنف: وقد حرف ابن الشجري هذا الرجز فأنشده:
قم قائمًا قم قائما ... إنِّي عسيت صائما
وإنما"قم قائمًا" صدر رجز آخر يأتي في باب الحال يأتي في باب الحال، ولا يتركب قوله:
"إنيّ عسيت صائمًا" عليه، بل أصله:
أكثرت في العذل ملحًّا دائما ... لا تكثرن إنِّي عسيت صائما
فإن معناه: أيها العاذل الملحُّ في عذله، إنه لا يمكن مقابلة كلامك بما يقابله من السب، فإنني صائم. وهو مقتبس من الحديث: "فليقل إني صائم" ويروي: "لا تلحني" مكان "لا تكثرون" وهو بفتح التاء، يقال:
لحيته ألحاه لحيًا: إذا لمته، والشاهد في قوله: "صائمًا" فإنه اسم مفرد جيء به خبرًا ل"عسى" كذا قالوا،
والحق خلافه، وإن"عسى" هنا فعل تام خبري، لا فعل ناقص إنشائي، يدلك على أنه خبري وقوعه خبرًا
ل"إن" ولا يجوز بالاتفاق: إن زيدًا هل قائم? وأن هذا الكلام يقبل التصديق والتكذيب! وعلى هذا فالمعنى: إني رجوت أن أكون صائمًا، فصائمًا خبرًا ل"كان" وأن والفعل مفعول ل"عسى"، وسيبويه يجيز حذف أن والفعل إذا قويت الدلالة على المحذوف، ألا ترى انه قدر في قوله: "من لد سولاً": من لد
أن كانت سولاً، ومن وقوع عسى فعلا