1672- ص- نا محمد بن كثير، نا سفيان، حدثني عمرو بن دينار،

عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: " أتي النبي- عليه السلام- برجُلِ وَقَصَتْهُ راحلَتُهُ فماتَ وهو محرم، فقال: كَفَنوهُ في ثوبَيْه، واغْسلُوهُ بماء وسِدر، ولا تُخَمرُوا رأسَهُ، فإن اللهَ يبعثُهُ يومَ القيامة يُلبي " (اَ) .

ش- "وَقصته " أي: صرعنه فدقت عنقه، وأصل الوقص الدق، أو الكسر. قوله: "وهو محرم" جملة حالية.

قوله: "ولا تخمروا رأسه" أي: لا تغطوا، من خمرت الإناء إذا غطيتها. قوله: " يلبي " جملة وقعت حالا من الضمير الذي في " يبعثه " أي: حال كونه ملبيا، وبالحديث استدل الشافعي أن المحرم إذا مات لا يغطى رأسه ووجهه، وقال أصحابنا: يغطى رأسه ووجهه، ويستفاد منه فوائد، الأولى: أن التكفين في ثوبين، ولكن هو محمول على حالة القلة، فإن السنة أن يكون ثوبان وقميص كما ذكرناه مستوفى.

والثانية: استحباب غسل الميت بالسدر لزيادة التنظيف.

والثالثة: أن المحرم إذا مات يسن به سنة الأحياء في اجتناب الطيب، والحديث أخرجه الجماعة.

ص- قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: في هذا الحديث خمس سنن: كفنوه في ثوبيه، أي: يكفن المؤمن في ثوبين، واغسلوه بماء وسدر، أي: أن في الغسلات كلها سدرا، ولا تخمروا رأسه، ولا تقربوه طيبا، وكان الكفن من جميع المال.

ش- الثلاثة منها قد ذكرناها، والرابعة قوله: " ولا تخمروا" وقد ذكرنا الخلاف فيه، والخامس: إن كفن الميت من جميع المال، فهم ذلك من قوله: "كفنوه في ثوبيه " ولأنه ضروري فيكون من أصل المال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015