ومن ذلك حذف المبتدأ، والخبر معًا في قوله تعالى: (واللائي لم يحضن) تتمته (فعدتهن ثلاثة أشهر) [الطلاق / 4].

وجميع ما ذكر من الحذف سبيله في الكلام الجواز.

وقد يحذف المبتدأ وجوبًا إذا كان خبره:

إما نعتًا مقطوعًا نحو: الحمد لله الحميد، واللهم صل على محمد الرؤوف الرحيم.

وإما مصدرًا بدلا من اللفظ بالفعل في الأصل، كقولهم: سمع وطاعة، أي أمري سمع وطاعة.

قال سيبويه: (وسمعت ممن يوثق بعربيته، يقال له: كيف أصبحت؟ فقال: حمد الله، وثناءً عليه) أي حالي حمد الله، وأنشد: [من الطويل]

74 - فقالت حنان ما أتى بك ها هنا ... أذو نسبٍ أم أنت بالحي عارف

وإما صريحًا في القسم، كقولهم: (في ذمتي لأفعلن كذا) أي: في ذمتي يمين.

وقال: [من الطويل]

75 - تساور سوارًا إلى المجد والعلا ... وفي ذمتي لئن فعلت ليفعلا

ولا يحذف المبتدأ وجوبًا في سوى ذلك إلا في باب نعم، إذا قيل: إن المخصوص خبر، فإن المبتدأ لا يجوز ذكره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015