وحكى يونس: أن رؤبة قال: ثلاث أنفس، فأسقط التاء مراعاة للفظ.
وإن كان المميز صفة فاعتبار التذكير فيه والتأنيث بلفظ موصوفها المنوي، لا بلفظها، فيقال: ثلاثة ربعات، إذا قصد رجال، وثلاثة دواب، إذا قصد ذكور، لأن الدابة صفة في الأصل، فالاعتبار بموصوفها، ومن ذلك قوله تعالى: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) [الأنعام /165] المعنى: فله عشر حسنات أمثالها.
وأما المميز المجرور بـ (من) فاعتبار التذكير فيه والتأنيث باللفظ، ما لم يفصل بينه وبين العدد صفة دالة على المعنى. تقول: عندي ثلاث من الغنم بحذف التاء، لأن الغنم مؤنث، وتقول: عندي ثلاث من البقر، وثلاثة من البقر بالوجهين، لأن في البقر لغتين: التذكير والتأنيث.
فلو فصل المميز بصفة دالة على المعنى وجب اعتباره، نحو: عندي ثلاثة ذكور من البط. ولا أثر للوصف المتأخر، نحو: ثلاث من البط ذكور.
728 - ومائةً والألف للفرد أضف ... ومائة بالجمع نزرًا قد ردف
تضاف المائة والألف إلى المعدود بهما: مفردًا نحو مائة دينار وألف درهم، وقد [286] تضاف // المائة إلى جمع، كقراءة حمزة والكسائي قوله تعالى: (ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين) [الكهف /25]. وإليه الإشارة بقوله:
.......................... ... ومائة بالجمع نززًا قد ردف
وقد شذ تمييز المائة بمفرد منصوب في قول الربيع بن ضبع الفزاري: [من الوافر]
669 - إذا عاش الفتى مائتين عامًا ... فقد ذهب اللذاذة والفتاء
فلا يقاس عليه.