الخلاف، ويذكر رأيه فيه، فقال:

كذاك خلتنيه ...... ... ................

فعلم أنه يجوز في الهاء منه الاتصال والانفصال.

ثم ذكر أنه يختار الاتصال، وأن منهم من يختار الانفصال، نظرًا إلى أنه خبر في الأصل، وليس بمرضي، لأن الاتصال قد جاء في الكتاب العزيز في قوله سبحانه وتعالى: (إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرًا لفشلتم) [الأنفال: 43].

والانفصال لا يكاد يعثر عليه إلا في الشعر، كقوله: [من البسيط]

22 - أخي حسبتك إياه وقد ملئت ... أرجاء صدرك بالأضغان والإحن

66 - وقدم الأخص في اتصال ... وقدمن ما شئت في انفصال [25] //

67 - وفي اتحاد الرتبة الزم فصلا ... وقد يبيح الغيب فيه وصلا

مقصوده من البيت الأول بيان أن المراد بما أشبهه من قوله:

وصل أو افصل هاء سلنيه وما ... أشبهه ..............

هو كل ثاني ضميرين: الأول منهما أخص، فإنه أوجب تقديم الأخص، مع الاتصال، وخير بين تقديم الأخص، وتقديم غيره، مع الانفصال.

فعلم ضرورة أنه متى تقدم غير الأخص وجب الانفصال، لأنه مع الاتصال يجب تقديم الأخص.

وعلم أيضًا أن الأخص متى تقدم جاز في الثاني الاتصال، لأنه قد وجد شرط صحته، وجاز أيضًا الانفصال، لأنه قد خير في حال الانفصال بين تقديم الأخص، وغيره.

ثم إذا كان المقدم من الضميرين غير الأخص فإما أن يكون مخالفًا في الرتبة، أو مساويًا فيها، فإن كان مخالفًا في الرتبة لم يجز اتصال ما بعده بحال، وذلك نحو: الدرهم أعطيته إياك، وأعجبني إعطاؤك إياي.

وإن كان مساويًا في الرتبة: فإن كان لمتكلم أو مخاطب لم يكن بد من الانفصال، كقولك: ظننتني إياي، وعلمتك إياك، وإن كان لغائب، فإن اتحد لفظ الضميرين فهو كما إذا كان لمخاطب، تقول: زيد ظننته إياه، ولا يمكن فيه الاتصال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015