وليس بمقصور على الشعر.

حكي سيبويه: مررت برجل سواء والعدم، بعطف (العدم) على الضمير في (سواء) ومع ذلك فهو قليل في الكلام، ضعيف في القياس، لما فيه من إيهام عطف الاسم على الفعل.

وإن كان الضمير المتصل منصوبًا حسن العطف عليه، وإن لم يفصل، لأنه لا يستتر ولا ينزل من الفعل منزلة الجزء، كما في ضمير الرفع.

وإن كان مجرورًا فلا يجوز العطف عليه عند الأكثرين، إلا بإعادة الجار، كقوله تعالى: (قل الله ينجيكم منها ومن كل كربٍ) [الأنعام /64]، وقوله تعالى: (وعليها وعلى الفلك تحملون) [المؤمنون /23] وقوله تعالى: (فقال لها وللأرض ائتيا) [فصلت /11].

وذهب يونس والفراء إلى جواز العطف على الضمير المجرور، بدون إعادة الجار، وهو اختيار الشيخ، وقد نبه عليه بقوله:

559 - وعود خافضٍ لدى عطفٍ على ... ضمير خفضٍ لازمًا قد جعلا

560 - وليس عندي لازمًا إذ قد أتى ... في النظم والنثر الصحيح مثبتا

فجعل الدليل على عدم لزوم إعادة الخافض، مع المعطوف على الضمير المجرور وروده في السماع نظمًا ونثرًا، كقراءة حمزة: (واتقوا الله الذي تساؤلون به والأرحام) [النساء /1] بخفض (الأرحام) وهي قراءة ابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة والنخعي وغيرهم.

ومثل هذه القراءة قول بعضهم: (ما فيها غيره وفرسه) بجر (فرسه) حكاه قطرب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015