تقول: ما قام زيد بل عمرو، فتقرر نفي القيام عن زيدٍ وتثبته لعمروٍ. ومثل ذلك تمثيله بـ (لم أكن في مربعٍ بل تيها). المربع: منزل الربيع، والتيهاء: الأرض التي لا يهتدى بها.

وتقول: لا تضرب خالدًا بل بشرًا، فتقرر نهي المخاطب عن ضرب خالدٍ، وتأمره بضرب بشرٍ.

ووافق المبرد في هذا الحكم، وأجاز كون (بل) ناقلة حكم النفي والنهي إلى ما بعدها. واستعمال العرب على خلاف ما أجازه، قال الشاعر: [من البسيط]

505 - لو اعتصمت بنا لم تعتصم بعدى ... بل أولياء كفاةٍ غير أوكال

وقال الآخر: [من البسط]

506 - وما انتميت إلى خورٍ ولا كشفٍ ... ولا لئام غداة الروع أوزاع

بل ضاربين حبيك البيض إن لحقوا ... شم العرانين عند الموت لذاع

وإن كان المعطوف بـ (بل) بعد غير النفي والنهي فهي لإزالة الحكم عما قبلها، حتى كأنه مسكوت عنه، وجعله لما بعدها، كقولك: جاء زيدً بل عمرو، وخذ هذا بل ذاك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015