وقد تخلو الثانية عن الواو، كقول الشاعر: [من البسيط]

503 - يا ليتما أمنا شالت نعامتها ... أيما إلى جنةٍ أيما إلى نار

أراد: إما إلى جنة، وإما إلى نار، ففتح الهمزة، وهي لغة بني تميم، وأبدل من الميم

[210] الأولى ياء، // ثم حذف الواو.

554 - وأول لكن نفيًا أو نهيًا ولا ... نداءً أو أمرًا أو إثباتًا تلا

من حروف العطف (لكن) و (لا).

فأما (لكن) فيعطف بها مثبت، بعد نفي، كقولك: ما قام زيد لكن عمرو، أو بعد نهي كقولك: لا تضرب زيدًا لكن عمرًا.

وتدخل الواو على (لكن) كقوله تعالى: (ما كان محمد أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) [الأحزاب /40] فتعرى عن العطف، لامتناع دخول العاطف على العاطف.

ويجب تقدير ما بعد (لكن) جملة معطوفة بـ (الواو) على ما قبلها، لأن كونه مفردًا يستلزم مخالفة المعطوف للمعطوف عليه في الحكم، وذلك ممتنع في عطف المفرد على المفرد بالواو، بخلاف عطف جملة على جملة، كقولك: قام زيد ولم يقم عمرو، وأكرمت خالدًا، وأهنت بشرًا.

وزعم ابن خروف: أن المعطوف بـ (لكن) لم يستعمل إلا مع الواو.

وذكر بعضهم أن يونس لا يرى (لكن) عاطفة، ولعل ذلك لعدم ورودها بين مفردين، خالية عن الواو.

ولم يمثل سيبويه العطف بها إلا بعد الواو، فقال: ما مررت بصالح، ولكن طالح، ويسمى المعطوف بها وبـ (بل) بدلا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015