المراد: ما أبالي بعد فقد مالك بنأي موتي، ولا بوقوعه. وإما بهمزة يقصد بها، وبـ (أم) ما يقصد بـ (أي) المطلوب بها تعيين أحد الشيئين بحكم معلوم الثبوت.

وتقع (أم) بعد هذه الهمزة بين مفردين، نحو: أزيد في الدار أم عمرو؟ وأقائم زيد أم قاعد؟ وإن شئت قلت: أزيد قائم أم قاعد؟ كما قال الله تعالى: (وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون) [الأنبياء /109] وبين جملتين في معنى المفردين، وقد تكونان فعليتين أو ابتدائيتين، أو إحداهما فعلية والأخرى ابتدائية.

فالأول: كقول الشاعر: [من البسيط]

488 - فقمت للطيف مرتاعًا فأرقني ... فقلت أهي سرت أم عادني حلم

التقدير: فقلت: أهي سارية، أم عائد حلمها، أي: أي هذين هي؟.

والثاني كقول الآخر: [من الطويل]

489 - لعمرك ما أدري ولو كنت داريا ... شعيث بن سهمٍ أم شعيث بن منقر

التقدير: ما أدري: أشعيث بن سهمٍ، أم شعيث بن منقر. والمعنى: ما أدري: أي النسبين هو الصحيح. و (ابن سهم وابن منقر) خبران لا صفتان. وحذف التنوين من (شعيث) حذفه من (عمرو) في قول الآخر: [من الكامل]

490 - عمرو الذي هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015