وقد أجازه المبرد تمسكًا بمثل قول الشاعر: [من البسيط]

436 - والتغلبيون بئس الفحل فحلهم ... فحلا وأمهم زلاء منطيق

وما ذهب إليه المبرد هو الأصح؛ فإن التمييز كما يجيء لرفع الإبهام، كذلك قد يجيء للتوكيد، قال الله تعالى: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا) [التوبة /36]، ومثله قول الشاعر: [من الكامل]

437 - ولقد علمت بأن دين محمدٍ ... من خير أديان البرية دينا

489 - وما مميز وقيل فاعل ... في نحو نعم ما يقول الفاضل

يعني: أنه قد قيل في (ما) من نحو: نعم ما صنعت، وقوله تعالى: (بئس ما اشتروا به أنفسهم) [البقرة /90]، يجوز أن تكون نكرة موصوفة في موضع نصب على التمييز، وهي مفسرة لفاعل الفعل قبلها، وأن تكون موصولة في موضع رفع بالفاعلية، وإن لم تكن اسمًا معرفًا بالألف واللام، على حد قوله - صلى الله عليه وسلم -: (نعم عبد الله خالد بن الوليد) وكذلك قيل في (ما) المفردة، كقوله تعالى: (إن تبدوا الصدقات فنعما هي) [البقرة /271].

فعند أكثر النحويين: أن (ما) في موضع نصب على التمييز للفاعل المستكن، وهي نكرة غير موصوفة، مثلها في نحو: ما أحسن زيدًا!، وقولهم: إني مما أن أفعل كذا.

وذهب ابن خروف إلى أنها فاعل، وهي اسم تام معرفة، وزعم أنه مذهب سيبويه، قال: وتكون (ما) تامة معرفة بغير صلة، نحو: دققته دقًا نعمًا، قال سيبويه: أي: نعم الدق، و (نعما هي) أي: نعم الشيء إبداؤها، فحذف المضاف، وهو (الإبداء) وأقيم ضمير الصدقات مقامه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015