وقال أبو سعيد السيرافي: قول سيبويه: (ولا تزيل شيئًا عن موضعه) إنما أراد أنك تقدم (ما) وتوليها الفعل، ويكون الاسم المتعجب منه بعد الفعل، ولم يتعرض للفصل بين الفعل والتعجب منه، وكثير من أصحابنا يجيز ذلك، منهم الجرمي، وكثير منهم يأباه منهم الأخفش والمبرد، وهذا نصه: والذي يدل على الجواز استعمال العرب له نظمًا ونثرًا، أما نظمًا، فكقول الشاعر: [من الطويل]

428 - وقال نبي المسلمين تقدموا ... وأحبب إلينا أن يكون المقدما

وقول الآخر: [من الطويل]

429 - أقيم بدار الحزم ما دام حزمها ... وأحر إذا حالت بأن أتحولا

وقال الآخر: [من الطويل]

430 - خليلي ما أحرى بذي اللب أن يرى ... صبورًا ولكن لا سبيل إلى الصبر

وأما النثر فكقول عمرو بن معد يكرب: (ما أحسن في الهيجاء لقاءها! وأكثر في اللزبات عطاءها! وأثبت في المكرمات بقاءها!). وقول الآخر: (ما أحسن بالرجل أن يحسن).

ومما يجوز في فعل التعجب الفصل بينه وبين (ما) بـ (كان) الزائدة كقول الشاعر يمدح النبي - صلى الله عليه وسلم -: [من الكامل]

431 - ما كان أسعد من أجابك آخذًا ... بهداك مجتنبًا هوًى وعنادا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015