أي: وبعض ما لازم الإضافة قد يفرد عنها في اللفظ، فتثبت له من جهة المعنى، فحسب، كما في (كل، وبعض، وأي) من قوله تعالى: (وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم) [هود /111]، وقوله تعالى: (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعضٍ) [البقرة /253]، وقوله تعالى: (أيا ما تدعو فله الأسماء الحسنى) [الإسراء /110].

ثم الأسماء الملازمة للإضافة ثلاثة أنواع:

أحدها: ما لازم الإضافة إلى المضمر.

والثاني: ما يضاف إلى الظاهر والمضمر.

والثالث: ما لازم الإضافة إلى الجمل.

أما النوع الأول فكما نبه عليه في قوله:

397 - وبعض ما يضاف حتمًا امتنع ... إيلاؤه اسمًا ظاهرًا حيث وقع

398 - كوحد لبي ودوالي سعدي ... وشذ إيلاء يدي للبي

أي مما لازم الإضافة إلى المضمر: (وحدك، ولبيك) بمعنى: إقامة على إجابتك بعد إقامة، و (دواليك) بمعنى: إدالة لك بعد إدالة، و (سعديك) بمعنى: إسعادًا لك بعد إسعادٍ، و (حنانيك) بمعنى: تحننا عليك بعد تحنن، وهذاذيك، بمعنى: إسراعًا إليك بعد إسراع.

ولا يضاف شيء من هذه الأسماء إلى ظاهر إلا فيما ندر من قول الشاعر: [من المتقارب]

354 - دعوت لما نابني مسورًا ... فلبي فلبي يدي مسور

أنشده سيبويه، لأن يونس ذهب إلى أن (لبيك، وأخواته) أسماء مفردة، وأنه في الأصل لبى على وزن فعلى، فقلبت ألفه ياء لإضافته إلى المضمر، تشبيهًا لها بألف (إلى، وعلى، ولدى). فاستدل سيبويه بهذا البيت على أن (لبيك) مثنى اللفظ، وليس مفردًا لبقاء يائه مضافًا إلى الظاهر، في قوله: (فلبى فلبي يدي مسور)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015