فكسر (إن) في هذه المواضع كلها واجب، لأنها مواضع الجمل، ولا يصح فيها وقوع المصدر.

السادس: أن تقع بعد فعل معلق باللام، نحو: علمت إنه لذو تقى. فلولا اللام لكانت (إن) مفتوحة، لتكون هي، وما عملت فيه مصدرًا منصوبًا بعلمت. فلما دخلت اللام وهي معلقة للفعل عن العمل بقي ما بعد الفعل معها منقطعًا في اللفظ عما قبله فأعطى حكم ابتداء الكلام، فوجب كسر (إن) كما في قوله تعالى: (والله يعلم إنك لرسوله) [المنافقون /1]. ومثله بيت الكتاب: [من الطويل]

132 - ألم تر إني وابن أسود ليلةً ... لنسري إلى نارين يعلو سناهما

181 - بعد إذا فجاءةٍ أو قسم ... لا لام بعده بوجهين نمي

182 - مع تلو فا الجزا وذا يطرد ... في نحو خير القول إني أحمد

يجوز فتح (إن) وكسرها في مواضع:

منها: أن تقع بعد (إذا) الفجائية، نحو: خرجت فإذا أن زيدًا واقف: والكسر هو الأصل، لأن إذا الفجائية مختصة بالجمل الابتدائية، (فإن) بعدها واقعة في موقع الجملة، فحقها الكسر. ومنهم من يفتحها بجعلها وما بعدها مبتدأ محذوف الخبر.

قال الشاعر: [من الطويل]

133 - وكنت أرى زيدًا كما قيل سيدًا ... إذا أنه عبد القفا واللهازم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015