- 7 -
سنة 269: وفيها خلع على إسحاق بن كنداج وقلد سيفين بحمائل، أحدهما على يمينه والآخر عن شماله، وسمي ذا السيفين، وتوج وألبس وشاحين ورصع ذلك بالجوهر، وشيعه إلى منزله هارون بن الواثق وصاعد وتغذيا عنده مع سائر القواد بسر من رأى، فقال البحتري:
أخلق بذي السيفين أو صدق به ... أن يعمل السيفين حتى يحسرا
ما قلد السيفان إلا نجدة ... في الحرب توجب أن يقلد آخرا
قد ألبس التاج المعود لبسه ... في حالتيه مملكا ومؤمرا
شرف تزيد بالعراق إلى الذي ... عهدوه بالبيضاء أو ببلنجرا - 8 -
سنة 270 وفيها أمر [جعفر المفوض بن المعتمد] إسحاق بن كنداج موافاة بغداد، ووافاه إسحاق بن كنداج لليلتين خلتا من جمادي الآخرة فخلع عليه خلعا فيها سيفان محليان، وعقد له على المغرب، فشخص إلى سر من رأى من يومه لأنه اتصل به مسير ابن أبي الساج إلى عانة، وأنه دعا بالرحبة لابن طولون، وأن أحمد ابن مالك بن طوق دعا لابن طولون بقرقيسيا وكذلك ابن صفوان العقيلي، وانصرف ابن طولون عن دمشق وهو شديد العلة إلى مصر، وانصرف أصحابه عن الرحبة وقرقيسيا ورجع ابن أبي الساج إلى قرقيسيا.
وورد الخبر من يوم السبت لست خلون من ذي الحجة بموت أحمد بن طولون بمدينة مصر، وبمصير إسحاق بن كنداج وابن أبي الساج إلى الرقة، وصار إسحاق بن كنداج إلى الرقة وهزم أصحاب ابن طولون وهزم ابن أبي الساج عن قنسرين والعواصم.
- 9 -
سنة 271: وفيها دخل أبو العباس [أحمد بن الموفق] إلى قنسرين وسار منها