قال: فكتبت إليه في جوابه:
أفدي الذي أهدى إليه كتابه ... موصوفة في ضمنه أشواقه
فكأن بهجة خطه صفحاته ... وكأن رقة لفظه أخلاقه
وكأنني لما فضضت لطيمتي ... نظم ونثر شابها إشفاقه
يعقوب حين أتته حلة يوسف ... أو كالسليم أبله ترياقه ومما وقع إلي من شعره المختار:
لولا اعتراض الهوى كرها لما وقذا ... ومنه في الطرف دمع طارف وقذى
فيا عذولي كفا إن أمركما ... للعاشقين بما لا يستطاع بذا
وإنما الحب داء لا دواء له ... يعطي الجنون متى عقل الفتى أخذا
وأسعد الناس جدا من تجنبه ... ومن علائقه عن قلبه نبذا - 5 - (?)
المجد الكاتب الأسعردي سعد الله بن إبراهيم الشيباني: كان يتردد إلى الشام مع أمراء ديار بكر عند وصولهم في نجدة الإسلام، ثم انقطع عنهم بدمشق إلى ظل الملك الناصر صلاح الدين وأهدى إليه قصائد، وهدى بها مقاصد، وأمر باستخدامه في بعض مهامه، وهو إلى سادس شهر ربيع الآخر سنة سبع وثمانين وخمسمائة عند تعليقي هذه اللمعة، وتشنيفي من إحسان بلاغته هذه السمعة، مقيم بالعسكر المنصور على عكا، وهو أحد خاطرا من أهل مدرته وأحكى، ومما أنشدنيه لنفسه في جامع دمشق:
لما رأى الجامع أمواله ... مأكولة ما بين نوابه
جن فمن خوف عليه غدا ... مسلسلا في كل أثوابه وأنشدني في ذم حمام: