- 3 - (?)

أبو البركات خضر بن التونتاش، مدح صفي الدين ابن القابض، أنفذها إليه من حماة إلى دمشق يهنيه بشهر رمضان سنة ثمانين:

حي بالخيف خيالا زار وهنا ... أخذ الخوف وأعطى الصب أمنا

أرسل النوم غرارا ريثما ... بذل الوصل غرورا واستسنا

يا له من طارق تحت الدجى ... كدت أحظى بالتمني لو تأنى

يا أصيحابي على الحب أما ... من معين لفتى أضحى معنى

كلما راوح أرواح الصبا ... راح ذا شوق إلى الألف وحنا

يتسلى بأكاذيب المنى ... فإذا جن عليه الليل جنا

لائمي في الحب حسبي كلفي ... لا تزدني بعدهم شوقا وحزنا

مقلتي عبري عليهم أسفا ... لم تذق طعم الكرى والجسم مضنى

لا تخوفني تلافي في الهوى ... فإذا مت خليا مت غبنا

آه والهفي على عيش مضى ... في الحمى ما كان أصفاه وأهنا

حيث صرف الدهر في غفلته ... صارفا وجه النوى والبين عنا

وقضيب تحت بدر في دجى ... يخجل الأغصان حسنا إن تثنى

ما جنا باللحظ من وجنته ... لحظ مفتون به إلا تجنى

تارة ألثم منه قمرا ... وإذا ماس صبا ألزم غصنا

أحسنت حسن وجمل أجملت ... ورضى أرضت ولبناي بلبنى

بذلت سر الهوى مازحة ... وكتمنا الحب إجلالا وضنا

وادعت إنصافنا ظالمة ... فسقى الله الحيا الظالم منا

كلما جارت عدلنا طاعة ... أو دعتنا لتباريح أجبنا

ودليل الحب في الصدق لها ... كلما عزت مع الهجران هنا

أين قلبي ما أرى قلبي معي ... فارق الصدر ضحى لما افترقنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015