لعظيم هذا الرزء حار لساني ... ونأى وخان لما أجن جناني
هدم الردى من كان يبني جاهدا ... مجدا لأهل معرة النعمان
أترى يد الدنيا تجود بمثله ... هيهات ليس يرى له من ثان
شرف العلوم وتاج أرباب العلا ... كنف العديم ومعدن الإحسان
أسفي عليه مجدد ما ينقضي ... أو ينقضي عمري ووقت زماني
ما كنت أدري قبل ميتة أحمد ... أن البحار تلف في الأكفان
حتى رأيت أبا العلاء موسدا ... فرويت ذاك رواية بعيان
لله ما يحوي الثرى من جسمه ... ويضم من شرف بغير بنان
فخر لو آن الفخر ينطق لانبرى ... منه التفاخر ناطقا ببيان
إني وإن أوردت معنى حازه ... علمي لقد خلفت فيه معاني
يا موت أنت سقيتني كأس الردى ... وملأت قلبي غلة الأحزان
وقصدت سيدنا فأمسى ثاويا ... ما بيننا فهو البعيد الداني - 2 - (?)
قال أحمد بن خلف أبو العباس المعري المعروف بالممتع يرثيه (?) :
قبر تضمن شخص العالم العلم ... يجل عن لامس أو لاثم بفم
جادت عليه غوادي الدمع واتصلت ... بها السواري فأغنته عن الديم
وآلت الشمس لا تنفك كاسفة ... فسودت غرر الأيام بالظلم
فلو تكون على هاماتنا لمما ... لما ألم بياض الشيب باللمم
تبغي السرور من الدنيا وقد قدرت ... بها الهموم على الأقدار والهمم
وما تزال بنا الآمال مائلة ... إلى المطامع في وجد وفي عدم
إذا الشبيبة بانت عن أخي أرب ... فلا مآرب بعد الشيب والهرم