قد كان يخشى الله في هزله ... ويتقي الرحمن في جده
إن غاب عنا فله أنجم ... طالعة باليمن من سعده
ما منهم إلا فتى ماجد ... كالصارم المشهور من غمده
ما مات من خلف أمثالهم ... لكنه دان على بعده
فأمطر الله ثرى جعفر ... سحائب الغفران من عنده - 6 - (?)
قال أبو العباس أحمد بن يحيى بن سند المعري يرثي أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل بن جعفر بن عليّ بن المهذب:
ونائبة عم البرية خطبها ... فلم تلق إلا موجعا أو مفجعا
لفقد حسين قرة العين والذي ... أتته المنايا بغتة حين أيفعا
أأنساه بين الأهل ملقى وكلهم ... لفقدانه يبدي أسى وتوجعا
وقد سألوه كيف أنت فلم يحر ... جوابا وأضحى بالبنان مودعا
فيا سيدا أودى بصبري مصابه ... لقد خانك الدهر الخؤون فأسرعا
ولو كان بالإنصاف يحكم لم يكن ... عجيبا بأن تبقى لنا وتمتعا
فبالرغم مني يا حسين تحكمت ... بجسمك أيدي الدهر حتى تضعضعا
وبالرغم مني أن توسد مفردا ... ويصبح بعد الأنس بيتك بلقعا
وبالود منك لو صحبتك في الثرى ... وصيرت من حزني بقربك مضجعا
وفاضت دما عيني عليك فإنني ... لأعذل أجفاني إذا فضن أدمعا وله يرثي أبا الحسن المهذب بن عليّ بن المهذب (وتوفي سنة 429) :
دنياك هذي بالأنام تقلب ... وصروفها فيهم تجيء وتذهب
والدهر فيهم قد أجد وكلهم ... يلهو عن الدهر المجد ويلعب
لم ينجي من صرف الردى ذو غرة ... غمر ولا فطن له يتهيب