وقد رأيت دواتي أبي العباس سهل بن بشر وقد حكي له أن ابن علان قاضي القضاة بالأهواز، ذكر أنه رأى قبجة وزنها عشرة أرطال فقال: هذا محال، قيل له: ترد قول ابن علان قال: فإن قال ابن علان إن على شاطىء جيحون نخلا غضارا صينيا بسواد أقبل منه؟.

وقلت لأبي الفرج: للناس عادات في المبالغات، وهذا من أعجبها، فقال لي: كان الآمدي النحوي صاحب " كتاب الموازنة " يدعي هذه المبالغات على أبي تمام ويجعلها استطرادا لعيبه إذا ضاق عليه المجال في ذمه، وأورد في كتابه قوله من قصيدته التي أولها (?) :

من سجايا الطلول ألا تجيبا ... خضبت خدها إلى لؤلؤ العقد دما أن رأت شواتي خضيبا ... كل داء يرجى الدواء له إلا الفظيعين ميتة ومشيبا ... ثم قال: هذه من مبالغاته المسرفة. ثم قال أبو الفرج: هذه والله المبالغة التي يبلغ بها السماء.

- 27 - (?)

وقال ابن نصر: حدثني الوزير أبو العباس عيسى بن ماسرجيس قال: كنت أخلف الوزارة ببغداد مشاركا لأبي الحسن علي بن عبد العزيز بن حاجب النعمان (?) فدعاني يوما إلى داره ببركة زلزل وتجمل واحتشد، ودعا بكل من يشار إليه بحذق في الغناء، من رجال وإماء مثل علية الخاقانية وغيرها من نظرائها في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015