يجرى بفرسه، فاعتلقت بعمامته طاقة من الشجر المعروف بأم غيلان، فكلما جرى الفرس انتشرت العمامة، وتخيل المتنبي أنه قد ظفر به، فكان يصيح: الأمان يا علج، قال: فهتفت به وقلت، أيما علج؟ هذه شجرة قد علقت بعمامتك، فود أن الأرض ساخت (?) به، وما سمعته يقول ذلك، فقال ابن خالويه: أيها الأمير أفليس قام معك حتى بقي في تسعة أنفس؟ تكفيه هذه الفضيلة.

- 20 - (?)

قال ابن نصر: حدثني أبو القاسم الرقي منجم سيف الدولة قال: كنت في صحبه سيف الدولة في غداة المصيبة المعروفة، وكان سيف الدولة قد انكسر يومئذ كسرة قبيحة، ونجا بحشاشته، بعد أن قتلت عساكره قال: فسمعت سيف الدولة يقول وقد عاد إلى حلب: هلك مني من عرض ما كان في صحبتي خمسة آلاف ورقة بخط أبي علي ابن مقله. قال: فاستعظمت ذلك وسألت بعض شيوخ خدمه الخاصة في ذلك، فقال لي: كان أبو علي منقطعا إلى بني حمدان سنين كثيرة يقومون بأمره أحسن القيام، وكان ينزل في دار قوراء حسنة، وفيها فرش تشاكلها ومجلس دست، وله شيء للنسخ وحوض فيه محابر وأقلام، فيقوم ويتمشى في الدار إذا ضاق صدره، ثم يعود فيجلس في بعض تلك المجالس وينسخ ما يخف عليه، ثم ينهض ويطوف على جوانب البستان، ثم يجلس فى مجلس آخر وينسخ أوراقا آخر على هذا، فاجتمع في خزائنهم من خطه ما لا يحصى.

- 21 - (?)

قال ابن نصر الكاتب، حدثني أبو القاسم الرقي منجم الأمير سيف الدولة، قال: دخلت بغداد أيام عضد الدولة، وقد لبست الطيلسان وتشاغلت بالمتجر عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015