دنيسر إحدى مدن الجزيرة، بينها وبين ماردين فرسخان، وقد رآها ياقوت وهو صبي، وكانت قرية، ثم رآها بعد ذلك بنحو ثلاثين سنة وقد أصبحت مدينة كبيرة آهلة بالسكان كثيرة الأسواق، وفي فترة نموها عاش أبو حفص عمر بن الخضر، وكتب تاريخها، حين كثر علماؤها ونعددت مدارسها (فعرف منها المدرسة الشهابية) وكثرت حلقات الدرس في جوامعها.
نال عمر بن الخضر ثقافته في بلده دنيسر على شيوخ منهم أبو الكرم ابن الأكاف الموصلي والقاضي أبو بكر الحلبي والقاضي أبو عمران الماكسيني (الماكسي) ثم توجه إلى بغداد فدرس الطب على أبي الخير المسيحي ابن العطار، والأرجح أنه عاد إلى بلده وزاول مهنة الطب هنالك، وتوفي بعد سنة615 (?) ، وهو ممن أغفل ذكرهم ابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء.
1 - (?)
إسحاق بن إسماعيل بن قنق بن إسحاق أبو يوسف التركي المنبجي المولد، الدنيسري الدار: كان فقيهاً شافعياً، وكان ابتداء اشتغاله بالفقه بالمدرسة الشهابية بدنيسر سنة تسع وثمانين وخمسمائة، تفقه بها على شيوخنا أبي الكرم ابن الأكاف