وقصد بغداد، وزحف معهم أهل الجانب الغربي من بغداد إلى دار الخليفة القائم بأمر الله أمير المؤمنين أبي جعفر بن القادر، فنهبوا جميع ما فيها، واستدعى الخليفة من فوق القصر علم الدين قريش بن بدران فجاءه، فخرج إليه الخليفة وهو مبرقع وعليه بردة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي يده قضيبه، فأجاره ولم يمكن أحداً منه، ومنعه من البساسيري، وسيره إلى حصن عانة وقيل الحديثة، وهو حصن منيع في وسط الفرات، وصاحبه رجل يعرف بمهارش أحد أمراء بني عقيل، فأكرمه إكراماً عظيماً وخدمه خدمة مرضية، فبقي فيه عند مهارش شهوراً.

36 - (?)

سنة 451: وفيها دعا البساسيري للمستنصر صاحب مصر في جامع المنصور ببغداد، وبقيت الدعوة شهوراً.

وفيها عاد طغرلبك ملك التركمان أبو طالب محمد بن ميكال إلى بغداد، فانحاز البساسيري وجماعة العرب، وخرج معهم من التجار ببغداد وغيرهم خلق عظيم لا تحصى أموالهم، وذكر أنهم كانوا زهاء عن مائة ألف وعشرين ألفاً، وتبعهم من أصحاب طفرلبك زهاء عشرين ألفاً، فقتل البساسيري، وخلق كثير لا يحصى عدده، ونهبت تلك الأموال، وكان الذين تبعهم ولقيهم من عسكر طغرلبك نحو من عشرين ألفاً. وسار مهارش العقيلي بالخليفة إلى بغداد في محمل، فأعطاه من الأموال والإقطاع شيئاً عظيماً حتى أنه صار مهارش أيسر بني عقيل. وسار الأمير أبو ذؤابة عطية بن أسد الدولة صالح بن مرداس إلى الرحبة فأخذ جميع ما تركه البساسيري بها من السلاح الذي لم ير مثله كثرة وجودة، وأموالاً جزيلة كانت للبساسيري، ثم ولى فيها بعض أصحابه.

37 - (?)

[وقد] رهن محمود بن نصر ولده نصراً عند صاحب إنطاكية على أربعة عشر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015