فيها استعدّ الرّشيد وأمعن في بلاد الرّوم، فدخلها في مائة ألف وبضعة وثلاثين ألفا، سوى المجاهدين تطوّعا. وبثّ جيوشه في نواحيها، وفتح هرقلة. ولما افتتحها خرّبها، وسبى أهلها، وكان مقامه عليها شهرا. وسارت فرقة فافتتحت حصن الصقالبة، وفرقة افتتحت حصن الصّفصاف وملقونية [1] .
وركب حميد بن معيوف في البحر، فغزا قبرس [2] وسبى وأحرق، وبلغ السبي من قبرس ستة عشر ألفا، وكان فيهم أسقفّ قبرس، فنودي عليه، فبلغ ألفي دينار، وبعث نقفور الجزية على رأسه، وامرأته، وخواصّه. فكان ذلك خمسين ألف دينار. وبعث إلى الرّشيد يخضع له ويلتمس منه أن لا يخرب حصونا سمّاها، فاشترط عليه الرّشيد أن لا يعمر [3] هرقلة، وأن يحمل في العام ثلاثمائة ألف دينار.
وكتب إليه نقفور: أما بعد، فلي إليك حاجة أن تهب لي [4] لابني