ولو فوديت من حدث اللّيالي ... فديتك بالطّريف وبالتّلاد [1]

فتطيّر جعفر ودخل عليه الرّسول الذي يريد قتله في تلك الحال، وعلى تلك الهيئة.

وذكر الطبريّ في «تاريخه الكبير» [2] في حوادث سنة سبع وثمانين وماية أن الرّشيد دعا ياسرا [3] غلامه وقال: امض فأتني برأس جعفر، فأتى ياسر منزل جعفر ودخل عليه هجما بلا إذن وأبو زكّار [4] يغنّيه، فقال له جعفر:

يا ياسر سررتني بإقبالك وسؤتني بدخولك بلا إذن، فقال ياسر: الأمر أكبر من ذلك، أمير المؤمنين أمرني بكذا، فقال: دعني لأدخل فأوصي. قال: لا سبيل إلى ذلك. قال: فأسير معك لمنزل أمير المؤمنين بحيث يسمع كلامي. قال:

لك ذلك، ومضيا إلى منزل أمير المؤمنين، ودخل ياسر عليه وعرّفه الخبر. فقال:

يا ماصّ بظر أمّه، والله لئن راجعتني فيه لأقتلنّك قبله. فرجع ياسر، فأخذ رأس جعفر ودخل به إلى الرّشيد فوضعه بين يديه، فنظر إليه وبكى، ثم قال:

يا ياسر جئني بفلان وفلان، فلما أتاه بهما، قال لهما: اضربا عنق ياسر، فإني لا أقدر أن أرى قاتل جعفر، ففعلا. انتهى.

وقيل غير ذلك في كيفية قتله ومن قتله.

ثم أمر الرّشيد في تلك الليلة بتوجيه من أحاط بيحيى بن خالد وولده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015