فأجبته:

بلى نحن كنّا أهلها فأبادنا ... صروف اللّيالي والجدود العواثر [1]

فقتل جعفر بن يحيى بن خالد بعد أيام.

ومنها أن جعفر وقف على كنيسة بالحيرة فيها حجر مكتوب لا تفهم كتابته. فقال: هاتوا من يترجمه، وقد جعلت ما فيه فألا لما أخافه من الرّشيد، فإذا فيه:

إنّ بني المنذر عام انقضوا ... بحيث شاد البيعة الرّاهب

أضحوا ولا يرجوهم راغب ... يوما ولا يرهبهم راهب

تنفح بالمسك ذفاريهم ... والعنبر الورد له قاطب

فأصبحوا أكلا لدود الثّرى ... وانقطع المطلوب والطّالب [2]

فحزن جعفر.

ومنها أنّ الرّشيد لما نزل بالأنبار وفي صحبته جعفر، وكانت ليلة السبت لانسلاخ المحرّم، وقيل: أول ليلة من صفر من هذه السنة مضى جعفر إلى منزله فأتاه أبو زكّار [3] الأعمى الكلوذاني فاستحضره وجواريه خلف الستارة يضربن، وأبو زكّار [3] يغنّيه:

فلا تبعد فكلّ فتى سيأتي ... عليه الموت يطرق أو يغادي

وكلّ ذخيرة لا بدّ يوما ... وإن بقيت تصير إلى نفاد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015